لماذا قرروا اعدام الممثل احمد الفيشاوي في النهاية ؟!

لماذا قرر السيناريست محمد حفظي اعدام أحمد الفيشاوى في نهاية فيلم "45 يوما" رغم براءته والتي تتكشف لنا مع الأحداث؟ هل هي مجرد صدفة فرضتها الضرورة الفنية؟ أم محاولة لإحداث حالة من التعاطف مع الفيشاوي بعد سلسلة مشاكله الشخصية والتى كانت سببا في فشل فيلمه السابق "الحاسة السابعة"، بتعبير أدق تجميل صورته أمام جماهيره خاصة وأن بطل الفيلم الذى جسد دوره أحمد اختار عمدا الاستسلام لقدره ومصيره، مضحيا بحياته من أجل الآخرين، ما قد يسهم بلا شك فى رفع درجة التعاطف معه..



وبالطبع نحن نعرف أن السينما المصرية سارت على نهج تقليدي محافظ فيما يتعلق بفكرة العدالة، وكانت تتعامل مع الجريمة بنظرة أخلاقية وقانونية مفادها أن كل شرير يجب أن ينال عقابه فى النهاية، وأن رمز الخير لابد أن ينتصر، لذلك لم تشهد السينما المصرية على مدى تاريخها الطويل سوى أفلام قليلة يتم فيها تنفيذ حكم الإعدام فى متهم بريء، أهمها فيلم يوسف شاهين "صراع فى الوادي" والذى قدم فى مطلع الستينات، وحمل صدمة للجماهير التى رأت ولأول مرة حكم الإعدام ينفذ فى متهم بريء هو الفنان عبد الوارث عسر، الامر الذى دفع البعض للتساؤل حول الأسباب التي دفعت السيناريست محمد حفظي لإعدام أحمد الفيشاوى رغم براءته التي تتكشف مع الأحداث.



المؤكد أن الفيلم سيساعد أحمد كثيرا فى استعادة جماهيريته أو على أقل تقدير سيضعه على الخريطة وسط نجوم جيله، ليس فقط بسبب حالة التعاطف ولكن لنجاح أحمد فى تجسيد الشخصية بكل انفعالاتها وأحاسيسها، وترجمة صراعاتها الداخلية انتهاء بمشهد تنفيذ الحكم والذي اجتهد أحمد فى تقديمه بما يتواءم مع حالته في تلك اللحظة..