في الامارات يتخذ الليل مسارا سريا ويرتبط بفئة قليلة من الشباب اذا قيست بحجم المجتمع ، الا ان الانفتاح الذي تشهده مدينة دبي والذي يميزها بشكل خاص عن المدن الخليجية جعلها ملاذا لشباب الليل وموقعا مهما لعطلة نهاية الاسبوع "الويك اند" حتى لشباب مدينة ابو ظبي التي يوجد بها بعض المراقص والملاهي الليلية ولكنها ترتدي الوقار باستثناء سهرات خاصة للشباب بعيدا عن الاعين . وحول هذا الموضوع كتب الشيخ عبد الرحمن النصار - الذي كان ذاهبا لحضور احدى المهرجانات الفكرية - تحت عنوان:
" مشاهدات زائر ما بين دبي والشارقة "
" حطت بي الطائرة في مطار دبي الدولي وأنا اتطلع كغيري من الزوار للاستفادة من المهرجان فكريا وثقافيا وتجاريا ..... ثم يقول : وحالما وطئت اقدامنا ارض دبي متجهين من المطار الى الفندق تذكرت قول احد زملائنا الاماراتيين في الغربة حين قال : لقد سبقنا كل الخليج في توظيف العمالة الهندية الوافدة حتى انك لا تجد اماراتيا بالكاد يسير في الشارع ثم تطور الامر حيث اصبح الاغنياء يقيمون جل اوقاتهم في الخارج ويأتون في نهاية العام لتصفية الحساب ... نعم فان كل من قابلنا حتى وصولنا الى غرفة الفندق كانوا من الاجانب لا سيما الهنود والباكستانيين والفلبينيين وغيرهم
ويضيف الشيخ : تمددت على السرير الوثير وشعور من الاسف والسخرية ينتابني وعبارة ذلك الكاتب الانجليزي تتردد في ذهني حين كتب مرة يقول : قد لا تفاجأ مرة اذا حدث انقلاب في هذه الامارة او تلك فكل ما يحتاجه هذا الجيش من الاجانب " بلاغ رقم واحد " يكتب ولو بعبارة ركيكة بلغة ذلك الجيش حتى يستكمل عملية الاحتلال التي يمارسها الان " .
يضيف الشيخ النصار : " واذا تجاوزنا ظاهرة الاغتراب السكاني واثارها البعيدة المدى فان دبي تفاجئك بظاهرة اخرى لا تقل فجيعة او كارثة فمنذ حرب الخليج ارتبطت سمعة الامارة الصغيرة بتجارة الاجساد المنظمة بصورة دقيقة ...فغرف الفندق وردهاته اصبحت مرتعا لممارسات عجيبة وشاذة والمفسدات اصبحن يتوقفن في البلاد لاستغلال هذه المواسم والمهرجانات بتأشيرات قصيرة ترانزيت لمدة اسبوع او اسبوعين ... يأتين من كل حدب وصوب ... يجبن الطرقات والممرات وردهات الفنادق بلا رقيب ولا حسيب . ولم يكن ذلك في ظني امرا خافيا على السلطات التي اكتفت باجراء روتيني يتمثل بفحص الوافدات فحصا سريعا في المطار لطاعون العصر الايدز يغض الطرف بعده عن الممارسات الشاذة التي اكسبت الامارة سمعة دولية رائجة .
ولم يكن هذا الترويج كافيا لنجاح المهرجان بل تزامن معه فساد من نوع اخر تمثل بالفرق الفنية والسهرات الحمراء والعروض الجسدية المختلفة لاحياء الليالي الملاح في الفنادق والصالات المنتشرة في الامارة .
ويتابع الشيخ النصار قائلا : لقد وفد عشرات الفرق الاجنبية الماجنة ونقل الشيخ النصار عن مواطن اماراتي اسمه جاسم علي قوله : " هذا ليس بغريب فلا يمر اسبوع الا ويكون هناك حفلة راقصة كبرى لفرق اجنبية وهندية من اجل تنشيط السياحة وزيادة الدخل ... ويضيف المواطن الاماراتي جاسم علي : خلال مدة اقامتي في امريكا لم اصادف هذا الكم الهائل من الحفلات الراقصة والمجون المعروض على شاشات التلفاز وصالات الفنادق الا في المدن التي اقيمت من اجل استدرار المال من القمار والفساد والخمور بل انني اعتقد ان مدينة دبي تتفوق على مدينة لاس فيغاس الامريكية بالنسبة لحجم السكان المحليين مقسوما على حجم النشاط السياحي " .
ويقول الشيخ النصار : ان الزائر لدبي لا يحتاج الى وقت طويل للاحساس بهذه الظاهرة فما ان تطأ قدماك ارض الفندق حتى تلاحظ تجارة الاجساد ثم تجد الخمور بأنواعها وقد قدمت بخصم خاص في كل غرفة من غرف الفندق كما ان لحم الخنزير من الاطباق الثابتة في قائمة الطعام مما دفع مرافقي للقول : " الخمر والنساء نفهم ان لها زبائن دائمين من اخواننا العربان اما لحم الخنزير فهو زيادة في محاربة الله ورسوله " .
ويسهب الشيخ النصار : المخزي حقا ان الامارات الاخرى اخذت بتقليد خطوات السياحة التي خطتها دبي بكل هولها واصبحت تنافس في جذب السياح الخليجيين والاجانب من خلال نشاط السياحة الماجنة ربما نستثني من ذلك بعض الامارات المحافظة مثل الشارقة التي لا يفصل بينها وبين دبي سوى شارع فالشارقة انتهجت مفهوما اخر للسياحة فقد اصدرت عدة قرارات للحد من ظواهر السياحة الصارخة والشاذة فهي اول من منع بيع الخمور ومنعت تدخين الارجيلة في المقاهي العامة وحينما تزور الشارقة تشعر بأن تركيبتها وسمتها يختلفان عن مدينة التسوق والتفسخ المجاورة فالمساجد شامخة والوجوه عربية والناس يتحدثون بلغة القران "
ملاهي الليل في دبي
ونظرا لوجود اكثر من 135 جنسية على ارض دولة الامارات فان اصحاب الملاهي الليلة يحرصون على توفير المراقص التي تتناسب مع كل جنسية فهناك المراقص العربية والاخرى الغربية والهندية والفلبينية والافريقية ومنذ تفتت الاتحاد السوفياتي انتشرت الملاهي والفرق الروسية من كل دول الاتحاد السوفياتي السابق .
سهرات خاصة
ويقول (م.س) من دبي ان الليل السري في دبي لا يختلف عن اي ليل في اوروبا ، فكل الفنادق بها ملاهي ليلية وراقصة ويمكنك ان تتفق مع اي فتاة من اي جنسية موجودة مباشرة وتأخذها لشقتك او اي فندق وذلك بسبب التنافس الموجود بينها .
ويضيف قائلا ان كل شيء في دبي يدعوك الى الانفاق فبالرغم من انني احصل على راتب جيد من عملي الا انني انفقه في ايام "الويك اند" والاجازات على السهر ، واعتقد ان السبب الرئيسي في لجوئي الى السهر في الديسكو والملاهي الليلة هو محاولة للقضاء على شعوري بالغربة الي كان ينتابني في بداية اقامتي هنا حيث اتيح لي ان ادخل في العديد من الصداقات مع فتيات وشباب وادى ذلك الى الانفاق على سهرات خاصة في بيت احدنا كنا نجد فيها الحرية المطلقة في ممارسة اللهو بانواعه.
اما الشاب (ك.ر) وهو ايضا عربي الجنسية يقول ان توافر المال مع كثير من الشباب المتزوج او غير المتزوج جعله يبحث عن وسائل اللهو والجنس خاصة بعد ان هبطت اسعار فتيات الليل من الاسيويات والروسيات نتيجة انتشارهن ووجودهن في اكثر من مكان خاصة في الفنادق والمطاعم والسوبرماركت وحرصهن على استثمار وجودهن بجني اكبر مبلغ من المال .
ويضيف ان كثيرا من الشباب الذين يعرفهم قد خصصوا جزءا من راتبهم لاسرهم والآخر لصديقته حتى ان العديد منهم قد تعرض للاستدانة وادى ذلك الى دخول بعضهم السجون ، وآخرون تركوا البلاد وهربوا نتيجة لكثرة ديونهم وتورطهم في اعمال تعرضهم للمساءلة القانونية.
السجن والطرد
اما (ن.ع) وهو صاحب ملهى ليلي فيقول : ان اي سهرات ليلية راقصة بالملهى لا يسمح فيها باي ممارسات خارجة ولكننا لا يمكن ان نمنع شابا او فتاة من التعارف او الخروج معا ، فالرقابة داخلية واي شاب يعرف ماذا يحصل له لو قامت فتاة بتقديم شكوى ضده فهذا معناه السجن ثم الطرد من البلاد اذا كان غير مواطن ، اما اذا كان مواطنا فهناك السجن والعقوبة ولذلك نجد انه نادرا ما تحدث مشاكل من هذا النوع .
ويضيف ان بعض الفتيات يأتين الى الملهى بصحبة رجل او سيدة "قوادين" لحمايتهن او الاتفاق على الاسعار مع الشباب الذين يرغبون وهذا النوع لا يعمل الا في ظل الظلام وبعيدا عن اعين الامن وكثيرا ما اغلقت اماكن لهذا السبب .