تتكسر قلوبنا بمطارق الألم ونغرق في بحر الأحزان
حين يشد حبيبنا الرّحال ويحزم أمتعة المشاعر الحلوة واللحظات الجميلة
أيّاً كانت الأسباب فهو قد حلق بعيدا عن عشنا وذهب
...فإن طاردناه
كالعصفور سيرفرف بجناحيه لسماء أرحب وأوسع
...وإن نصبنا له الفخاخ
ستصيبه الجراح وتجرح قلوبنا بجراحه ولن يعود عصفورنا الذي كان
قد يرحل عن عشنا لأنه ليس عصفورنا
فلا نحزن ولا نعتب ولا نحاول أن نعيده في كفوفنا فهو ليس لنا
لا نملك حقوق زقزقته الصباحية ولا عبق الحنين المشحون في قلبه
كل عصافير الدنيا حنونة ولكن قد يكون حنانها لا يريد السكن في قلوبنا لأنه موعود لغيرنا
فلا نشد أوتار الحزن لنعزف ألحان الكآبة
فعصفور عشنا وحبنا الحقيقي قد يدل دربه إلى قلبنا في يوم ما مانحًا إيّانا صك قلبه
أما إن ذهب حاملا صك قلبنا معه وأمتعة كل ما فينا فإنه حتما سيعود يوما لنا
فعشه عشنا وإن غاب أو دثرته الأيام ببرد الفراق
سيعود مغردا حاملا بين جناحيه مدنا من حب وممالك من شوق لا تسعها أرض الدنيا كلها
سيعود والها بلا نصب فخاخ أو مطاردة
فإن ضيقنا الخناق سيهرب مرفرفا لصدر السماء الواسعة وإن كان قفصنا من ذهب
فلا نخنق حبنا ولا نوصد أبواب حرية تعشق كل ريشة في جناحيه
لنفتح الأبواب ونكسر الأقفال ونعيد طلاء أقفاصنا الذهبية بلون الفرح وصبغ المحبة الناعمة
بلا قيد أو مطارق تكسّر قلبنا وقلبه فيسقط نثرهما على الأرض يلبسهما البكاء
أطلق العنان لعصفورك
اكسر قيده
فإن عاد إليك مشحونا بالحنين فهو لك
وإن لم يعد عليك أن تعرف بأنه ليس عصفورك
وعشك ليس عشه فلا تحزن
ففد يكون عصفورك مخبوء في رحم السماء