هو يستلقي على ذاك المقعد الوثير المخضّب بألوان الحياة
ينزع عقارب ساعاتها ويراقص أيامها
..يمد يده إلى الطاولة المعدنية
..يقتنص الكأس
يلقي الدنيا في جوفه
ينام القمر في حضن السماء
وينام الليل في حجره
هي تجلس على كف الشجر
تحاكي الغيم والمطر
وتنادم النجوم والسهر
يخط حبه المجنون تعاريجه الوحشية على قلبها المتعب
فهو بحر يدمن المد والجزر على شواطئ مدينتها
وهي قمر يسكب عشقا فضيا ملتاعا على صدره
هو يزرعها وردة في زهريّة
ويركنها على الرف كقصة منسية
هي تزرعه بستانا في قلبها
وتهديه كل صفحات عمرها
هو يصنع منها وردة يزيّن بها معطفه
وهي تصنع منه مظلة تقيها من عشقه الماطر
هو يهوى التحليق بعيدا جدا
هي تكسّر جناحيها لتخلد إلى الغرق في حبه
..هو يملك وقتا لكل الأشياء
ولا يملك وقتا لها
..هي لا تملك وقتا لكل الأشياء
فوقتها مشحون بتفاصيله
هو يعشقها عشقا مؤجّلا
وهي تعشقه عشقا مؤبّدا
هو لا زال يتذكر أنه مارس التسّول يوما
وقال أحبّيني..
وهي لا زالت تتذكر أنها مارست الغباء يوما
وقالت أحبك ولأجلك أرسم خارطتي..
هو يجلس على ذاك المقعد الوثير مشغولا بتفاصيل أيامه
وهي تجلس على الكرسي الخشبي العتيق
بحزن يبعث أنفاس الرحيل المستديمة
في قلب يحمل عشقا مجنونا في قلبه
..هو يعرف بأن موجه الوحشي وعصفه المجنون
يمزقان كل أشرعتها الهائمة في بحره
..وهي تعرف أنه يعرف
..وتعرف أنه يتمرّن على العشق في قلبها
!حتى يتعلم كيفية ألا يعشق سوى نفسه